بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ماهيةهذه الإعاقة
يعاني العديد من الأطفال من هذه الإعاقة
سببها عدم تسرب الأوكسجين إلى الدماغ قبل إبان أو بعد الولادة
مما يؤدي إلى إتلاف الأغطية المينانجيتية les couches minanjite وغالبا ما يكون إبان الولادة
حينما تكون الولادة صعبة أو عدم وجود العناية بالأم
نوعية هذه الإعاقة
إن نوعية هذه الإعاقة يمكن تصنيفها من خلال الملاحظة العينية فقط
فأغلب هؤلاء الأطفال ليست لهم القدرة على التحكم في الأطراف السفلية مما يؤثر في عملية المشي وكذا في الأطراف العليا ويعانون مشاكل في النطق والتواصل
وغالبا ما يقومون بحركات لا إرادية· أما ذكاؤهم فغالبا ما يكون عاديا
نوعية الإعاقة والمقاربة التربوية
إن أي مقاربة تربوية لا بد أن تراعي نوع الإعاقة
فتربية الطفل الكفيف لا علاقة لها بتربية الطفل الذي يعاني من العجز الحركي لهذا يمكن أن نقول إن نوعية الإعاقة هي المحدد للمقاربة التربوية·
إن أول متدخل في تربية الطفل المعاق هي الأم
هذه الأم التي تكون أمام حالة لا معرفة لها بقواعد تربيتهالماذا؟
لأن الأم غالبا ما تكون مهيأة لتربية الطفل العادي وليس الطفل المعاق
كما أن وجود الطفل المعاق فجأة أمام أعينها يكون مفاجئا
نظرا للانتظارات الجميلة عن الابن التي تكون عند أي أم وأب
طفل جميل وذكي وكامل لا ينقصه أي شيء
ومن هنا تصدم الأم وكذا الأب
عندما يجدون أنفسهم أمام طفل لم يتصوروا يوما أنهم سيرزقون به
وكل هذا يخلخل التوازن داخل الأسرة
وخاصة حينما تصبح الثقافة العامية هي السائدة داخل الأسرة
انطلاقا من الشعور بالذنب شو ذنبنا حتى عطنا الله هاد الولد
إلى توجيه الاتهامات بين الوالدين
وكل هذا سببه عدم المعرفة العلمية لأسباب الإعاقة
هذه المعرفة التي تقول إن الأم والأب لا علاقة لهم بإعاقة الابن
وأن هناك عدة أسباب يمكن معرفتها من خلال استفسارنا للطبيب المختص أو أصحاب التخصصات الأخرى·
إذن ماالعمل؟
أول عملية يقوم بها الأدباء وخاصة في وطننا هي البحث عن العلاج الذي يريدونه أن يكون فعالا وناجحا
يقضي على الإعاقة من أساسها
لأنهم يخلطون بين الإعاقة والمرض
وحينما تصبح هذه الفكرة هي السائدة
تضيع فرص كثيرة لتطور الطفل كيف ذلك؟
لأن الأباء يطمحون في أن يصبح طفلهم المعاق لا يحمل أي إعاقة
ويتصورون أن الأدوية هي الحل الوحيد لتجاوز الإعاقة ويكون التتبع الطبي طويلا وينسون التدخل التربوي المتخصص والتدخلات الأخرى إلى أن تذهب المرحلة الذهبية في تربية أي طفل التي هي المرحلة المبكرة 0 إلى 4 سنوات وهذه المرحلة نعتبرها ذهبية لأنها سر تطور النمو المعرفي والحسي الحركي والعقلي للطفل
إن هذا التصور يجب أن يتجاوزه الآباء ليساهموا في التطور الطبيعي لطفلهم المعاق
هذا التطور الذي يساهم فيه فريق متعدد الاختصاصات
مربي متخصص
طبيب الأطفال
أخصائي نفساني
بتعاون مع الآباء وكل له مسؤوليته لا يجب تجاوزها حتى لا يصبح الطفل عرضة للضياع
وذلك بوضع برنامج عمل شامل تحدد فيه المسؤوليات والالتزامات·
ماهية هذهالمسؤوليات والالتزامات
مسؤولية الآباء
منذ القدم عرف الإنسان أن المتدخل الأول في تربية الطفل هما الأبوين وخاصة الأم
لأنهما هما اللذان يعرفان مشاكل وقدرات ابنهما· من هنا يصبح انخراط الأم في تربية ابنها المعاق ضرورة من أجل تطوره وخاصة في المرحلة الأولى من طفولته
حيث إن الأم/الأب يجب أن يعرفوا كيفية اللعب مع طفلهم الذي يعيش مع الإعاقة وكيفية حمله وكيفية إطعامه وكيفية إلباسه وكيفية تنظيفه بطريقة علمية وعلاجية وعدم معرفة هذه الطرق تكون له آثار سلبية على نمو الطفل
من هنا يجب على الآباء أن يتعاونوا مع الفريق الذي يساهم في تطور طفلهم وذلك
بالشاركة في وضع برنامج لتربية طفلهم
إذ لا يعقل أن تترك رعاية الطفل للمختصين فقط· كما أن الآباء يجب أن يسألوا عن الطرق الصحيحة لرعاية طفلهم وهذا من حقهم·
الآباء مطالبون بمعرفة كل ما يتعلق بعمل المتخصص حتى يساعدوا ابنهم في المنزل لأن ساعة أو نصف ساعة تدخل المختص لا تكفي بل يجب متابعة العمل بشكل طبيعي عند القيام بالوظائف المنزلية، وذلك بإشراك الطفلالمعاق في القيام ببعض الأعمال المنزلية البسيطة ولو عن طريق المشاركة المجردة·
على الآباء أن يعرفوا مراحل النمو الطبيعي للطفل العادي حتى تكون عاملا مساعدا في تربية الطفل ولتتعرف على العجز الوظيفي وتعويضه بالإمكانيات المتاحة عند طفلها·
على الآباء أن يعلموا أن التربية المبكرة لطفلهم المعاق لأن الطفل يكون مستعدا وبقوة للتجارب من أجل تطوره الداخلي·
مسؤولية المتدخلينالمختصين:
المسؤولية الأولى أن يعرفوا للآباء طبيعة إعاقة ابنهم وكذا قدراته وصعوباته·
المسؤولية الثانية:
أن يشاركوا الآباء في أية عملية تدخل يقومون بها
ويشرحوا لهم هدف كل عملية وكيفية العمل ومنطلقاته العلمية·
المسؤولية الثالثة: أن لا تعطى التعليمات للآباء بل يجب أن تشرح للآباء المبررات العلمية لهذه التعليمات·
خلاصة
ومن هنا يتبين أن تعاون الآباء مع المختصين وتعاون هؤلاء مع الآباء هو سر نجاح أي عملية تربوية تهدف إلـى تنمية وتطورالطفل المعاق بطرق علمية تبعد كل المعتقدات المجتمعية المتخلفة وتساهم في تطبيع سلوك تقبل الآخر المختلف لبناء مجتمع متوازن يعيش في وطن يعترف بحقوق وواجبات كل مواطن كيفما كانت طبيعته البيولوجية أو العقلية